الثلاثاء، 12 مايو 2015

لست وحدك_رواية الحلقة الثانية 02

   #لست وحدك_رواية الحلقة الثانية 02

بقلم علي فارس Ali Faris Bein HD
 ***                                ***
            ***********
***                                    ***

 تحت سقف المطر وبين جدران الفراق تتراقص أوجاع القلب، وتترجى النسيان أن يمسح عنها دموع الخيبة، "إنَّ من يعشق في صمت، لا يمكنه النسيان بصمت". قد تجد عيونا تتكحّل الحياء عند كل لقاء عابر بين محطات الرحيل، وقد تجد قلوبا تتلحّف الكبرياء كلما آن موعد مدبّر تخلقه الصدفة بأصابع القدر، لكنّك لن تجد صدرا سكنته أشباح الذكريات إلا وقد عبرت صراخاته آفاق الكواكب والنجوم، غلا وهاجرت أجنحته المكسّرة الى مثلثات الموت، إلى حيث ينفى الحب، أين تزف فراشات الأمل إلى صراصير الألم، ويرتدي المهنئون سرابيل الصبر وتعزف انغام الآهات على أوتار الوجع، وينهض الراقصون عن كراسي الهجر ليؤدوا مراسيم الحزن الأبيض في آخر ليلة بعد الصباح الألف.
    انّه الوصف المناقض تماما للأغنية التي كانت تتقاطر من مذياع السيارة التي كنت أقود، فربما كانت موجات الألم تتجاذب فيما بينها، بينما كنت ابحث عن فسحة أمل اروي بها ندم الصحراء التي بداخل كياني، وفجأة سقط المطر.
    لم أكن على موعد مع "سنفونية الموت" لكنني كنت شاهدا على قطعة مسرحية خلابة تنسج الحياة خيوط أحداثها، وتعصر الأقدار شراب السم والعلقم من عقدة الظروف في كؤوس من البأس، لتحملها كفوف الحمّالين لعروش اليأس فترتشف أفواههم حميما يشوي أحشاء قلوبهم، فهم هكذا يُعطَّشون ثمّ يسقون، يعطشون ثم يُسقون العذاب بالعذاب إلى أن تتثاقل أوراقهم وتتساقط تحت هبوب موجات الأنين الصارخ، وتدع المكان للمزيد من الحمّالين لصخرة الآه في هذه الحياة.
    ركنتُ سيَّارتي بعدما لم يمكنني التقدم أكثر وسط الجموع المتدافعة نحو مكان ما، تعريت من غربتي و ركضت كبطل سينمائي هندي ادفع عني أدغالا من الطفيليات الأمازونية محاولا الوصول قبل الشرطة الهوليودية إلى خشبة المـسرح، إلى ذلك السيل المتدفق من عيون أميرة ترتدي طرحة العرس، لأرى بوضوح كيف يصب شلال الدم في بحر احمر تعج شواطئه بالمتآمرين على الضحية كل يغرقها بسلاحه.
    كانت الدموع تتزاوج في فصل الموت، وبلا حب ولا جنس تسرع لتنجب المزيد من القطرات، لعلها تطفئ حرقة الفقد بلا موعد.
    لم يتح لي مجال للاستفسار عما يحدث، ولم يبد لي انه قد كان هنالك من يعرف شيئا عن تلك الحادثة، شاب بثياب يومية يلفظ أنفاسه الأخيرة في أحضان فتاة تبدو كحبيبته، بينما يلتف حولهما رجال مذهولون من هول الصدمة ونسوة ينتحبن كل بقصيدها.

   ولم ليبث أن أتت الشرطة مهرولة ففرقت الجموع وبدأت تقوم بإجراءاتها الروتينية وتطرح أسئلتها التي لا يجيب عنها احد، أمَّا انأ فتسَّللت عبر الزقاق، وما إن خرجت من الحي حتى رحت اركض بما استطاعت قدماي حتى ابتعدت.
تتبع.....باذن الله 
لست وحدك على الفيسبوك لست وحدك رواية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق